| 0 التعليقات ]



أعلن الأردن ومصر اليوم طي صفحة الأزمة التي عصفت علاقة البلدين مؤخرا نتيجة تراجع كميات الغاز المصري المصدر للأردن وبدء عمّان إجراءات ترحيل بحق العمال المصريين.

وفي ختام زيارته إلى الأردن اليوم الخميس، أعلن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل أن الملك الأردني عبد الله الثاني سيزور القاهرة قريبا، بناء على دعوة نقلها له من خلال رسالة من الرئيس محمد مرسي، ونفى أن تكون هناك أزمة سياسية بين البلدين.

وطغت اللغة الدافئة على حديث رئيسي وزراء الأردن عبد الله النسور ومصر هشام قنديل في مؤتمر صحفي عقد مساء الخميس، حيث نفيا وجود أي أزمة بين البلدين.

وأكد رئيس الوزراء المصري أن بلاده ستعاود ضخ الغاز للأردن بالكميات المتفق عليها والبالغة 250 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، رغم ما وصفها بالمشكلات التي يعاني منها قطاع الغاز في مصر.

وردا على سؤال للجزيرة نفى قنديل بشدة وجود أي أزمة سياسية بين مصر والأردن، وعزا الانقطاع المتكرر في الغاز المصري المصدر للأردن بـ'فساد النظام البائد'.

وقال 'هناك اتفاقية بين الدولتين، ومصر لديها رغبة حقيقية بالالتزام بها، والأردن أخذ علما بالتحديات التي تعانيها مصر، وبداية من اليوم نلتزم بتدفق الغاز بكميات ملائمة للجانب الأردني'.

وأضاف قنديل 'مشكلة الغاز في مصر ليست دائمة وإنما هي نتيجة لفساد في العهد البائد من عقود غير منطقية واستكشافات وهمية، ونأمل حلّ هذه المشاكل قريبا إن شاء الله'.

وأكد رئيس الوزراء المصري أن بلاده أوقفت فعلا تصدير الغاز لإسرائيل وإسبانيا 'لخلافات تعاقدية بين الشركتين الإسرائيلية والمصرية'.

العمالة المصرية
أما رئيس الوزراء الأردني فحاول التقليل من أزمة العمالة المصرية في الأردن، وعزا ما جرى من عمليات ترحيل وتوقيف لعمال مصريين بالأردن بأنها 'إجراءات تنظيمية طالت كل العمال الوافدين'، وذكر أن الحملة 'طالت جميع الجنسيات لكن التأثير كان أوضح على الأشقاء المصريين لأنهم الأكثر والأكبر عددا'.

وكشف النسور عن أن عدد المصريين في الأردن يزيد على 900 ألف، وقال 'الأردن لا ينظر لأشقائه المصريين على أنهم ضيوف فهم في بلدهم وعددهم يزيد على عدد سكان دول لها أعلام في الأمم المتحدة'.

وكان لافتا رد النسور على القلق الأردني من محاور تتشكل لمصر دور فيها، وقال 'لا يوجد حرب باردة عربية عربية، لأن هكذا أمر إن وجد فهو تقسيم المقسم'.

وأضاف 'سياسة المحاور فاشلة وغير صحية ولا صحيحة ولا مبرر لها، ولا يوجد ما يفرقنا، ويوجد لدينا كل الجوامع، مشاكلنا معروف مصدرها وأعداؤنا معروفون ولا حاجة لنشير إليهم باليد، وأن نبحث عن الخصومة والعداء بيننا فهذا منتهى الحمق والغباء'.

وشكلت اجتماعات رئيسي وزراء الأردن ومصر -والتي سبقتها بيوم لقاءات بين وزيري القوى العاملة والطاقة المصريين بنظيريهما الأردنيين- إنهاء أزمة عصفت بعلاقات البلدين، وصلت حد حديث العاهل الأردني في لقاء جمعه بسياسيين الأسبوع الماضي أن الأردن لديه أوراق يضغط فيها على مصر منها قضية العمالة المصرية في الأردن، في حديثه عن الخسائر التي تسبب بها انقطاع الغاز المصري عن الأردن.

وسبق لقاء النسور بقنديل بليلة واحدة تأكيد النسور خلال لقاء جمعه بكتاب وصحفيين أن خسائر الأردن جراء انقطاع الغاز المصري خلال عام 2012 وصلت إلى 1.7 مليار دينار أردني.

حالة سياسية
كما سبقتها اتصالات على أعلى المستويات بين مسؤولي البلدين، كان أبرزها اتصالين بين العاهل الأردني والرئيس محمد مرسي تطرق أحدهما -والذي كان مطولا- لتفاصيل كثيرة في علاقات البلدين. غير أن محللين لا يرون أن لقاءات اليوم بين المسؤولين المصريين والأردنيين تشكل نهاية لأزمة العلاقة بين البلدين.

وقال المحلل السياسي فهد الخيطان إن أزمة الغاز ولاحقا العمالة 'هي أعراض لحالة سياسية بين البلدين، خاصة بعد أن فقد الأردن حليفا رئيسيا في مصر هو نظام الرئيس حسني مبارك'.

وقال للجزيرة نت إن 'نظامي البلدين الآن في مرحلة التكيف لإعادة بناء العلاقات، والمطلوب من مصر التكيف مع النظام الأردني باعتباره نظاما فاعلا في المنطقة، وعلى الأردن أن يقبل بحقيقة مصر الجديدة'.

لكن الخيطان قال إن الأردن قدر كثيرا زيارة رئيس الوزراء المصري لعمّان كونها أهم زيارة لمسؤول من البلدين بعد وصول رئيس من الإخوان المسلمين لسدة الرئاسة في مصر، ورد عليها بإعلان زيارة قريبة للملك عبد الله الثاني لمصر'.

غير أن المحلل السياسي اعتبر أن ما يريده الأردن من مصر 'أهم من الغاز والعمالة'، هو أن القاهرة لن تكون نظاما إسلاميا يصدّر الثورة كما فعل عبد الناصر قديما، معتبرا أن مصر قد تستفيد من الأردن في تهدئة معسكر خصومها ممن لهم علاقات مميزة مع 'العرب المعتدلين'.

0 التعليقات

إرسال تعليق

add comment 2asa7be :D