مرسي يوجه كلمة للمصريين لاحتواء التوتر

 


وسط أجواء سياسية متوترة, في أعقاب اشتباكات أمام قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة, خلفت سبعة قتلى ومئات المصابين, يوجه الرئيس المصري محمد مرسى خطابا متلفزا إلى الشعب في وقت لاحق اليوم الخميس.

ونقل وكالات أنباء عن مساعدين لمرسي وقناة النيل للأخبار المصرية أن مرسي سيمد يده إلى المعارضة وسيدعو إلى الحوار لكن بدون تحديد أي مقترحات ملموسة. وأضاف مصدر بالرئاسة رفض كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية 'هناك عدة أفكار يجري بحثها'.

بدورها, دعت الحكومة مجددا جميع القوى السياسية إلى اعتماد الحوار سبيلاً لحل أي خلافات. وحثَّ وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية محمد محسوب القوى السياسية على الجلوس على طاولة الحوار من دون شروط مسبقة، مشدِّداً على أنه لا يمكن إلغاء الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي.

كما دعا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في بيان مقتضب أصدره اليوم، جميع المصريين المعارضين والمؤيدين إلى ضرورة ضبط النفس، واللجوء الفوري إلى الحوار السلمي الحضاري الذي يليق بمصر والمصريين.

وتُطلق هيئات ومؤسسات عديدة في مصر مبادرات للحوار بين المؤيدين للرئيس وإعلان دستوري أصدره مؤخراً وبين معارضين له، للخروج من أزمة راهنة تعانيها البلاد أبرز تجلياتها اشتباكات متواصلة بين الجانبين أسفرت، حتى الآن، عن مقتل سبعة وإصابة المئات.

من جهته, دعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع إلى التماسك والوحدة وحذر من الانقسام والفرقة. وقال في بيان نشر على موقع الجماعة على فيسبوك 'علينا بالاتحاد والتماسك لبناء أوطاننا، ولنغلب المصالح العليا على المصالح الشخصية، فتفرقنا واختلافنا وتشرذمنا لا يخدم سوى أعداء الأمة'.

استقالات
على صعيد آخر, أعلن رئيس التلفزيون المصري عصام الأمير استقالته من منصبه صباح اليوم الخميس قائلا إنها جاءت احتجاجا على طريقة إدارة البلاد. وقال باتصال هاتفي مع موقع 'أصوات مصرية' الذي تديره مؤسسة تومسون رويترز إن الاستقالة 'تأتي احتجاجا على إدارة البلاد التي دخلت بنا في أزمة وأدت إلى أن المصريين يتقاتلون, فاستقالتي جاءت في هذا السياق'.

وامتنع الأمير عن الاجابة عن سؤال بشأن ما إذا كانت طريقة تغطية وسائل الإعلام المصرية للأحداث هي السبب في الاستقالة مكتفيا بالقول 'لا تعليق'. وأشار إلى أنه قدم استقالته يوم الأحد الماضي 'ولم يكن وزير الإعلام صلاح عبد المقصود قد بت فيها'.

وكان الصحفي أيمن الصياد، وهو أحد أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس، قد أعلن استقالة جميع أعضاء الهيئة, وقال على صفحة منسوبة له بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إن 'خبر استقالات مستشاري الرئيس الذي أخفيناه أسبوعاً كاملاً بهدف البحث عن حل، بلا جدوى'.

كانت أنباء ترددت على مدار الـ24 ساعة الماضية باستقالة عدد من أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس (17 مستشاراً) من بينهم الدكتور سيف عبد الفتاح، الذي أعلن استقالته على الهواء في مداخلة هاتفية مع قناة الجزيرة مباشر مصر.

استفتاء الدستور
يأتي ذلك, بينما تتواصل الاستعدادات لتصويت المصريين بالخارج في الاستفتاء على الدستور الجديد اعتبارا من السبت المقبل ولمدة أربعة أيام.

وأعلن السفير على العشيرى مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج أن الوزارة عززت بعثاتها بدول الخليج بعدد كاف من الأعضاء في إطار الاستعدادات لإجراء الاستفتاء, حيث تُتوقع كتل تصويتية بالخليج تصل إلى 65% من المقيدين بجداول انتخابية بالخارج.

وأوضح أن الوزارة أرسلت أجهزة التسجيل الإلكترونية للتحقق من القيد بالجداول الانتخابية حيث يقوم كل مواطن مسجل بالجداول الانتخابية بطباعة الأوراق اللازمة من موقع اللجنة العليا للانتخابات.

ولفت إلي أن الجداول هي نفس الجداول التي تم اعتمادها بانتخابات الرئاسة دون حذف أو إضافة لأن المادة 10 من قانون مباشرة الحقوق السياسية تمنع أي إضافة أو حذف بالقوائم بعد الدعوة للانتخابات أو الاستفتاء.

في غضون ذلك, تطالب المعارضة بسحب الإعلان الدستوري الذي تقول إنه منح مرسي صلاحيات مطلقة, وإلغاء الاستفتاء على الدستور الجديد.