| 0 التعليقات ]


لا يخفي الناشط السيناوي الشهير مسعد أبو فجر تشاؤمه إزاء المستقبل في شبه جزيرة سيناء التي يلخص مشكلاتها من وجهة نظره في كون طول التعامل معها كمسرح للعمليات العسكرية والأمنية قتلها، وجعلها أقرب إلى مجتمع ميت لا ينمو فيه إلا التطرف والإرهاب.

ويخشى أبو فجر الذي درس التاريخ بجامعة القاهرة قبل أكثر من عقدين، من أن الغضب الذي يعتمل في نفوس أهل سيناء جراء سنوات طويلة من القهر والتهميش والإهمال بعهد الرئيس السابق حسني مبارك، لا يمكن التنفيس معه في ظل غياب حركة نضال محلية، وبالتالي فلا مجال لتنفيسه إلا عبر العنف والإرهاب.

وتعليقا على أحداث العنف التي شهدتها محافظة شمال سيناء الفترة الأخيرة، وكان آخرها تفجير استهدف مبنى تابعا للمخابرات الحربية برفح الليلة الماضية، يرى أبو فجر أن سيناء قد تكون متجهة لحالة من العنف الأهوج، بعدما سقطت القبضة الحديدية للأمن التي سادت طوال سنوات حكم مبارك، دون أن تحل محلها بشائر أمل في مستقبل أفضل.

ويشرح الناشط السيناوي الشهير مقصده، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد محمد مرسي قدم الكثير من الوعود خلال زيارته الأخيرة لشمال سيناء، لكنه لم يحقق بعد أي تغيير فعلي على أرض الواقع بل ولا تبدو هناك أي مؤشرات لمثل هذا التغيير.

لا جديد
ووفق اعتقاد أبو فجر فإن تصريحات مرسي بشأن إعادة محاكمة من صدرت بحقهم أحكام غيابية السنوات الماضية ربما أغرت البعض وقدمت إيحاء بتراجع الدولة أمام من يستخدمون العنف من الجهاديين، وربما دفعت هؤلاء للمساومة من أجل مكاسب أكبر.

ويصر أبو فجر على أن سيناء التي احتلتها إسرائيل سنوات منذ عام 1967، لم تشهد بعد أي جديد بعد الثورة التي أطاحت بمبارك، ويرى أن الجديد في سيناء دائما هو مزيد من التردي، خصوصا وأن السلطات الحالية تمارس مع أهل سيناء نفس سياسات النظام السابق ولكن بدون امتلاك أدواته وفي مقدمتها الجهاز الأمني الباطش، ولذلك حاول النظام استخدام الجيش ولم ينجح أو على الأقل هكذا يرى الكثيرون من أهل سيناء.

وأضاف الناشط السيناوي أن أكثر ما لفت نظره خلال زيارة الرئيس إلى العريش هو أن معظم من تحلقوا حوله من مشايخ القبائل هم نفس الوجوه التي برزت خلال العهد السابق، وكل ما حدث، من وجهة نظره، أن المنتفعين من النظام القديم تحولوا للالتفاف حول النظام الجديد أملا في الحفاظ على مصالحهم.

وأكد أن الرئيس يبدو في مأزق كبير بالنسبة إلى سيناء، ولا بد من عمل جاد وسريع لإنقاذ سيناء بعدما بات كلٌ يغني على ليلاه 'فالتهريب مستمر، والمزارع هجر أرضه لعدم وجود مياه الري، بل إن مياه الشرب نفسها لا تتوفر إلا قليلا وإن توفرت فهي ملوثة في أغلب الأحيان'.

مشكلة معقدة
ومع إقراره بحسن النوايا لدى الرئيس الجديد فإن أبو فجر يعتقد أن إمكانيات الدمج والتغيير الحقيقي في سيناء بالغة الصعوبة 'لأن الأمر ليس مجرد مظالم وإنما هو أعقد من ذلك كثيرا حيث يتعلق بالحصول على نصيب حقيقي من السلطة والثروة'.

ويرى الناشط أن سيناء لم تشهد أبدا أي مظاهر للتنمية والتعمير، وإنما عانت على الدوام من التعرض لسياسات تنتج قهرا وقمعا، ولذلك 'فأنا أتوقع أن يغرق مرسي في رمال سيناء، خاصة أن جهاز تنمية سيناء الذي وضع عليه الكثيرون آمالهم يبدو جهازا وهميا حتى وقتنا هذا'.

ويعتقد أن هذا الواقع المؤلم صب في مصلحة إسرائيل التي يراها أبو فجر وراء معظم محاولات إثارة القلاقل في شبه جزيرة سيناء، فضلا عما يتردد بين الحين والآخر من احتمال توطين فلسطينيين بسيناء التي يشعر أهلها بأنهم باتوا خارج المعادلة بسبب القهر والقمع الذين تعرضوا له عبر سنوات طوال.

وعن اتهام البعض لعناصر جهادية بالوقوف وراء حوادث مختلفة في سيناء، يعتقد أبو فجر أنه حتى هذه العناصر تتحرك تحت سقف تصنعه إسرائيل، مستدركا بأن هذا لا يرجع لكونهم عملاء أو متعاونين وإنما لأن إسرائيل هي الأقوى والأنشط بالمنطقة وبإمكانها التأثير في تحركات أطراف أخرى وإن بطرق غير مباشرة.

أما على الصعيد الوضع العام في مصر، فيرى الناشط السيناوي باختصار أن مبارك ترك الدولة المصرية جثة هامدة ويجب على جميع القوى أن تتعاون لنفخ الروح فيها وليس محاولة التمكن منها، لأن الصراع الجاري حاليا سينتهي بتمكن الأقوى الذي سيكتشف في النهاية أنه نجح في السيطرة ولكن على جثة هامدة.

0 التعليقات

إرسال تعليق

add comment 2asa7be :D